-->

هل عليّ اصطحاب طفلي إلى مراكز علاج التوحد ؟

هل عليّ اصطحاب طفلي إلى مراكز علاج التوحد

هل عليّ اصطحاب طفلي إلى مراكز علاج التوحد ؟

عزيزتي الام، عزيزي الأب ... إن كان طفلكما مصاباً بالتوحد، فهذا أمر يتطلب جهداً مضاعفاً، وعملاً متواتراً حتى تتمكنا من الاعتناء به، ومساعدته على التغلب على المرض، و الانخراط التدريجي في الحياة العامة، كما هو مؤمل.

يحتاج الطفل التوحدي عناية خاصة، تختلف عن نظيرتها لدى الأطفال الآخرين، تتمثل في تكريس وقت أطول، وجهد أكبر، لكن الأهم من ذلك، هو بحاجة إلى حنان أكثر وسعة صدر أعظم، لكي يستطيع تجاوزَ هذه الإعاقة، أو على الأقل – إن لم يُشفَ تماماً – تقليصَ أعراضها.

من المؤكد أن الرعاية اللازمة - الخاصة جداًّ - التي تتطلبها تربية الطفل التوحدي، قد تكون صعبة المنال، إذ يعجز الأبوان عن تقديم ما يلزم لـطفلهما المصاب بالتوحد في البيت، علماً أن لديهما مهامَّ أخرى داخل المنزل أو خارجه، وأطفالا آخرين يحتاجان بذلَ طاقة إضافية لهم.

ماذا تقدم مراكز علاج التوحد؟

على غرار مختلف الجمعيات والمنظمات، يساهم إنشاء هذه المراكز بشكل كبير، في التكفل بـأطفال التوحد، وتقديم المعونة لأهلهم في رعايتهم والاهتمام بهم على الشكل المطلوب. كما على الحكومات في مختلف البلدان دعمَها بـشتى الوسائل المادية والإدارية.

اقرأ أيضاً: بعض عوامل الوقاية من التوحد

تقدم هذه المراكزُ خدماتِ التدخل المبكر لعلاج التوحد، عن طريق الاختبارات التربوية والخدمات التشخيصية، ومتطلبات الحياة اليومية والوظيفية وكذا فنون التخاطب. فَـبِـفَضل فريق متخصص ذي كفاءة عالية وخبرة قوية، يُسْهِم في تحسين سلوك وقدرات أطفال التوحد، ويساعدهم على اكتساب المهارات المتعددة اللازمة، من الاعتماد على الذات، وصولاً إلى اندماجهم في المدارس العامة مع أقرانهم "الطبيعيين".

لكن أهمَّ ركن يجب ان تحويَهُ مراكز علاج التوحد هو حصولُها على كادر يتميز بسعة الصدر و حسن الخلق، إضافةً إلى الخبرة العالية في تقديم المساندة و الدعم للطفل التوحدي و لذويه أيضاً، لأن أطفال التوحد يحتاجون عناية مختلفة عن بقية الأطفال، فإن كان المدرب غير مختص في هذا النوع من التربية، في الغالب يُسبب للطفل أذى نفسياً أكبر، و لَـربما يفاقم الطيفَ التوحدي لديه، مِمَّا يطيلُ فترةَ العلاج.

يساهم التدخل المدروس والدعم المبكر في علاج الطفل التوحدي، بشكل كبير في تطور النمو اللغوي والمعرفي والأكاديمي لدى هذه الفئة من الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة. لذلك، من المفروض أن يكون هذا الأمر بالتعاون بين الأهل وبين مراكز علاج التوحد التي تقدم أشكالا مختلفة عن رعاية الأهل. بينما يتركز دور الوالدين على تقديم العطف والحنان والاهتمام للطفل، تعمل المراكز على تدريبه وتأهيله بطرق أكاديمية مدروسة، حتى يتسنَّى للطفل التوحدي القدرةُ على الاندماج بالمجتمع المحيط به، والاعتمادُ على الذات، والتكيفُ مع الأطفال الآخرين في المدرسة أو بين الأقارب والأصدقاء.

ما هي أساليب مراكز علاج التوحد في الاهتمام بطفلي و إنقاذه من هذا المرض؟

تتوفر في هذه المراكز ألعاب و أدوات ووسائل مخصصة لأطفال التوحد، تساعد الطفل على التخلص من النمطية أو التكرار الذي يعيشه، و تؤمن له البيئة المناسبة ليستطيع أن يخرج من عالمه الصامت الذي يحبس نفسه فيه. 

يمكنك الاطلاع: أشكال التوحد في التدريس و التسامح

و تحتوي هذه المراكز أيضاً على مرافقَ خاصةً بالأطفال التوحديين، ليتمكن المدربون من تعليم الاطفال الخبرات والمهارات الأساسية التي يحتاجونها حتى يتمكنوا من الاعتماد على أنفسهم في قضاء حوائجهم. بالإضافة إلى وجود أدوات تشخيصية لتقييم أطفال التوحد بشكل دائم، ومعرفة المستوى الذي وصلوا إليه، لينتقلوا إلى مستوى أفضل في العلاج.

كيف أتعاون مع مراكز علاج التوحد ليتجاوز طفلي هذه العقبة؟

من بين أهم مزايا هذه المراكز، تقديمُها ندواتٍ تعليميةً مستمرةً، واجتماعاتٍ خاصةً بالأسر التي سجلت أطفالها فيها، ليكون الأهل على اطلاع دائم بتطور وتحسن وضع أطفالهم. بالإضافة إلى محاضرات مختصة لـتوعية الوالدين، وحتى الإخوة، بـهدف تعريفهم الطريق السديد والاسلوب القويم في تتبع حالة الطفل، ومساعدة المدربين في المركز على تحسين مستوى الاطفال التوحديين.

التعاون الدائم بين الأهل والمشرفين على مراكز علاج التوحد، والتواصل المستمر بينهم حتماً هو الحل الامثل لـيتمكن الاطفال من تجاوز هذه الاعاقة قدر الامكان، والاحتكاك بالمجتمع بشكل طبيعي وتدريجي.

بـقلم: د. بيان العاصي