-->

التوحد الافتراضي: هل التلفاز والاجهزة الذكية تسببان التوحد؟

التوحد الافتراضي هل التلفاز والاجهزة  الذكية  تسببان التوحد

التوحد الافتراضي: هل التلفاز والاجهزة "الذكية" تسببان التوحد؟ 

تحت مظلة التطور الكبير في عالم التكنولوجيا، والانتشار الواسع للأجهزة الإلكترونية الحديثة بكل أشكالها، من تلفاز و موبايل و أجهزة لوحية و غيرها، يخطئ الكثير من الآباء و الأمهات في حق أطفالهم، خاصة في المراحل الأولى من طفولتهم، و ذلك بجعل هذه الأجهزة "الذكية" في متناول أيديهم، أو تركهم لساعات طويلة أمام شاشات التلفاز أو الجهاز اللوحي حتى باتت العلاقة وثيقة بين الطفل و جهازه الإلكتروني.

هل لدى الوالدين الوعي الكافي بمخاطر الاجهزة الذكية؟

من المحزن حقاً أن يغيب عن أذهان بعض الوالدين كون هذه الأجهزة سـتسبب لأطفالهم انقطاعا في التواصل والتفاعل مع العالم المحيط بهم، ربما حتى يصل بهم الأمر إلى ما يسمى التوحد الافتراضي، والذي تعود أسبابه بنسبة كبيرة لقضاء الأطفال أوقاتا طويلة على شاشات الهاتف والتلفاز، والاستخدام المفرط لأجهزة الهاتف الذكية.

الاجهزة الذكية سلاح ذو حدّين ....

إن التوحد الافتراضي يشبه إلى حد كبير التوحد الحقيقي، و لا يمكن التفريق بينهما، حيث تؤثر ساعات المشاهدة الطويلة أمام شاشات الألواح الذكية أو التلفاز على تطور الدماغ، لتتولد لدى الطفل مشكلات سلوكية في علاقاته مع الآخرين.

وبما أن الهواتف الذكية (الموبايل) تعتبر من وسائل الاتصالات الحديثة التي ساهمت في تغيير نمط الحياة اليومية، وأصبحت ضرورة من ضرورات العصر الحديث، إلا إنها سلاح ذو حدين، وخاصة على هذه الفئة الهشة من المجتمع ألا وهي الأطفال. فما إن تقع الهواتف الذكية في متناول أيديهم حتى تصبح خطراً كبيراً يهدد استقرارهم النفسي والعاطفي، ونموهم العصبي والاجتماعي.

هل التلفاز و الاجهزة الذكية تسببان التوحد ؟

للأسف الشديد، يتمثل الخطأ الكبير في كون أغلب الآباء و الأمهات ما إن يرون طفلهم يبكي حتى يعطوه الموبايل ليسكتوه، و فعلاً ينبهر الطفل بجمال الألوان و الموسيقى، و ينسجم معه و لا يكاد يفارقه.

و هنا سـتَحُلُّ الكارثة الكبرى، لأن الطفل يكون في مرحلة بناء خلايا الجسم و خاصة الدماغ، فـتعيق الاجهزة الذكية نمو خلايا الدماغ، كما أن متابعة الطفل للجوال قبل النوم سيؤخر ذهابه إلى السرير، مما يسبب الخمول والكسل، و كلنا نعلم أن النوم الباكر هو النوم الصحي الامثل لنمو الطفل.

أما التلفاز فـيعتبر المحفز الأكبر للأطفال لأن يعيشوا في حالة عزلة، و يصنعوا عالمهم الخاص بهم، بدلاً من التفاعل والتواصل مع البيئة المحيطة و العالم الخارجي، فالاستخدام المطوّل للأجهزة الذكية يهيئ الطفل للإصابة بالتوحد الافتراضي.

الحذر من إدمان الأطفال على الاجهزة الذكية ...

أغلى نصيحة تقدم للوالدين هي ألا يغيب عن بالهم المثل الشائع الذي يقول ( كل شيء زاد عن حده انقلب إلى ضده )، حيث يجب تنظيم استخدام الأطفال لهذه التقنيات الحديثة سواء كانت الهواتف الذكية، أو الأجهزة اللوحية أو التلفاز، بـهدف منع حدوث إصابة الأطفال بحالة من الإدمان على هذه الأجهزة ... و على العكس، يُستحب تشجيعُهم على الاندماج بالمجتمع والتواصلُ من خلاله مع الآخرين، وكسبُ الخبرات من خلال الاختلاط و تركُ العزلة والاختلاءِ حتى لا يصابوا بالتوحد الافتراضي.

ولكن طفلي يتهيج بشدة عندما أمنعه من الاجهزة الذكية ... فـماذا أفعل؟

فعلاً عزيزي القارئ، قد يلاحظ الأب أو الأم تغييرات واضحة في سلوك الطفل عند سحب الجهاز منه، سواء تهيج سلوكي، أو تغييرات في تعابير الوجه، وبعض الأعراض مثل التأخر في النطق وفرط الحركة، لكن لا داعي للقلق فهذا سيكون في الفترة الأولى فقط، ما عليك إلا أن تتابع سلوك الطفل من خلال إبقائه تحت المراقبة في حال احتياجه لأي علاج نفسي أو اجتماعي أو علاج للنطق، حتى تزول أعراض التوحد الافتراضي بشكل كامل ويتعافى من تأخر النمو.

ما هي أساليب الوقاية من التوحد الافتراضي؟

إن صمت الطفل أمام هذه الأجهزة ليس مؤشراً جيداً كما قد يظن البعض، فالطفل بحاجة للعب والحركة وإصدار الأصوات حتى ينشأ بشكل سليم ومتزن. والحل الأمثل للوقاية من التوحد الافتراضي هو التفاعل مع الأطفال، ورواية القصص لهم، والألعاب المشتركة بالصلصال أو المكعبات والرسم وغيرها من الأنشطة، بل وإعطائهم مهمات وأعمالاً ليؤدوها في المنزل على حسب قدراتهم.