-->

هل التوحد نفسي ام عقلي، هل هو اعاقة ذهنية؟

 

هل التوحد نفسي ام عقلي، هل هو اعاقة ذهنية؟

هل التوحد نفسي ام عقلي، هل هو اعاقة ذهنية؟

بعيداً عن مواجهة المجتمع ونظرات الشفقة أو تلميحات اللوم للوالدين، والتي تُشَكِّل مصدرَ قلقٍ وتوتر، وربما سبباً كبيراً لإحراج الوالدين، سنطرح هذا السؤال الذي يتبادر لأذهان الكثير: هل التوحد نفسي أم عقلي، أم هل هو إعاقة ذهنية؟

هل التوحد مرض نفسي أم عقلي؟

يبدأ التوحد في الشهور الأولى للطفل، ومعظم الوالدين لا يكتشفانه إلا بعد مرور عامين أو ثلاثة من حياة طفلهما، فتكون الصدمةٍ كبيرة في أغلب الاحيان، فـيلجأ الوالدان لمعاملة طفلهما كـطفل من ذوي الاحتياجات الخاصّة.

اقرأ أيضاً: هل التوحد وراثي أم مكتسب، هل يستمر مدى الحياة، هل له علاج؟

الجهل التام بأسباب التوحد وما إن كان التوحد نفسيا أو عقليا، جعل كثيرين يخلطون بين التوحد وبين الأمراض الأخرى.

فما هي الفروق بين التوحد والاضطراب العقلي؟

يُظهر الطفل المصاب بالتوحد اضطرابات واضحة في السلوك و التواصل الاجتماعي و اللغوي مع الآخرين، و معظم الأطفال المصابين بطيف التوحد قادرون على التعرف على مشاعر أقرانهم عن طريق مطابقتها، و غالباً ما يستطيعون تحديد مشاعر السعادة و الحزن، بينما يجدون صعوبات في تحديد مشاعر الخوف و المفاجأة، و يظهر الفرق فيما إذا كان التوحد مرضا نفسيا أم تخلفا عقليا من خلال التشخيص، حيث يميل الطفل التوحدي للانسحاب و العزلة الاجتماعية، بينما لا نجد ذلك عند المتخلف عقلياً، في حين نجد أنّ مستوى الذكاء ينخفض لدى المتخلف عقلياً، بينما لا نجد ذلك لدى الطفل التوحدي.

و يعاني الطفل التوحدي من اضطراب حاد في الذاكرة و القدرة على الانتباه، مقارنةً بالمعاق الذي نجد لديه ضعفا كبيرا في الانتباه و الذاكرة.

كيف أميز بين التوحد و التخلف العقلي؟

كذلك يمكن التمييز بين كون التوحد نفسيا أو عقليا من خلال اختبارك لطفلك المصاب بالتوحد في محاكاته إياك، لتجده عاجزاً عن ذلك، إضافةً أنّه غيرُ قادر على التحدث بجمل كاملة. كما يمكنك أن تلاحظ مظاهرَ سلوكيةً نمطية تشمل حركات دوران الذراعين أو هزّ الرأس و ما شابه ذلك، مما يختلف تماماً عن المهارات السلوكية للمعاق عقلياً.

هل علاج التوحد مشابه لعلاج التخلف العقلي؟

من ناحية العلاج، يظهر الفرق جليا فيما إذا كان التوحد مرضا نفسيا أم عقليا، فبالنسبة للمصاب بالتخلف العقلي، يمكن محاولة تعليمه لزيادة فاعليه الدماغ (آلية الاستثارة الدماغية) قدر الإمكان، وضبط تهيجه ببعض المهدئات، أمّا بالنسبة للطفل المتوحد فهو بالأصل طفل طبيعي وبنية دماغه سليمة ... ولكن جاء ما يثبط من عمل دماغه الطبيعي من فيروسات أو فطريات أو بعض السموم و المعادن الثقيلة، و هذه بدورها تعمل كحاجز أو مغلف للدماغ معيقة لعمله و إحساسه، أو مهيجة لإحساسه ...

قد يهمك أيضاً: كيف يُعالَجُ مرض التوحد

و تكون خصال الطفل المتوحد مرتبطة بطبيعة و مكان الاصابة و عمقها .... فمنهم الغضوب و منهم الوديع و المحب، و منهم الذي لا يحتمل أن يلمسه أحد ... و أيضاً منهم المؤذي لنفسه، و منهم الذي لا يقوى حتى على تحريك يده... الخ.

خلاصة، هل التوحد هو إعاقة ذهنية؟

من المهم التفريق بين التوحد والإعاقة الذهنية، رغم أنّ هذا من اختصاص الأطباء، لأنّ معظم سلبيات التواصل الاجتماعي تظهر لدى الحالتين، لكن نجد أنّ الإعاقة الذهنية تتميز بمعدل ذكاء يقل عن سبعين بالمائة. فالتوحد هو إعاقة متعلقة بالنمو. وهي تظهر عن اضطراب في الجهاز العصبي، مما يؤثر على وظائف المخ. ويوثر التوحد على النمو الطبيعي للمخ في مجال الحياة الاجتماعية ومهارات التواصل والتفاعل الاجتماعي في الأنشطة الترفيهية، وفي صعوبة الارتباط بالعالم الخارجي، إضافة إلى أنّ الإعاقة الذهنية تختلف عن التوحد في كون دماغ التوحدي يظهر سليماً تماماً من حيث البنية التشريحية، و ذلك على خلاف المصاب بالإعاقة الذهنية الذي يظهر ببنية تشريحية غير سليمة.