-->

هل التوحد وراثي أم مكتسب، هل يستمر مدى الحياة، هل له علاج؟

هل التوحد وراثي أم مكتسب، هل يستمر مدى الحياة، هل له علاج؟

هل التوحد وراثي أم مكتسب، هل يستمر مدى الحياة، هل له علاج؟

أكثر ما يشغل بال الكثير من الآباء والأمهات هو إصابة أطفالهم بالتوحد ...فهم يتساءلون دوماً: هل التوحد وراثي ام مكتسب، هل يستمر مدى الحياة، هل له علاج؟
دعونا نجِبْ على هذه الأسئلة تباعاً.

هل التوحد وراثي أم مكتسب؟

بداية من المهم للغاية أن يكتسب الوالدان معرفة أولية بالتوحد، سواء أَكان لديك طفل توحدي، أو كنت تخشى من إصابة أطفالك بالتوحد.

التوحد عبارة عن اضطراب عصبي عقلي معقد يؤثر على وظائف الدماغ الطبيعية، مما يسبب سلسلة من مشاكل النمو المتعددة، أكثرها وضوحاً هو ضعف التواصل والتفاعل الاجتماعي، وتغير في السلوك الطبيعي.

يظهر مرض التوحد عادة خلال السنوات الثلاث الأولى من حياة الطفل، ويستمر لباقي حياته، وبالرغم من تقدم الطب وما وصل إليه من اكتشافات، إلا أنه للأسف لم يتم تحديد سبب أساسي للإصابة بمرض التوحد، فقد اختلفت آراء الأطباء في سبب هذا المرض ...
فهل التوحد وراثي أم مكتسب؟

يشير بعض الاستشاريين في الطب النفسي أن سبب هذا الاضطراب هو عدد من العوامل والجينات الوراثية المؤهلة للإصابة به. في حين يشير البعض الاخر إلى أن مرض التوحد مرض اجتماعي نفسي وليس مرض وراثي، فإهمال الطفل من قِبل ذويه، أو تركه لساعات طويلة أمام الشاشات والاجهزة الذكية هو السبب الرئيس في حدوثه.
وربما قد يكون مرض التوحد مكتسباً، نتيجة التعرض للتلوث البيئي وخاصة بالنسبة للأم الحامل.

ولكن، ألمْ يحسمِ العلماءُ الأمرَ بعدُ بالنسبة للسؤال: هل التوحد وراثي أم مكتسب؟
لِـنتركْ أسباب هذا المرض جانباً ونتّجهَ نحو دائرة أوسع ...

هل يستمر التوحد مدى الحياة؟

حالياً وحسب ما وصلت إليه آخر أبحاث العلماء والأطباء النفسيين، لا يوجد علاج شافٍ للتوحد. إذ هو اضطراب يستمر مدى الحياة، ولا توجد أدوية قادرة على علاج الإعاقة الأولية، ولكن، لا تجعل هذا الامر يفقدك الأمل، ويضعك في طريق اليأس.

فـدائماً حسب الدراسات والابحاث العلمية - يُذكَر أن التدخل المبكر للأطفال دون سن الثالثة، والتي يقدمها علماء النفس التنموي المؤهلين، وأخصائي أمراض النطق واللغة للأطفال، وخبراء التربية الخاصة، بإمكانهِ المساعدة على التحسن بشكل كبير في الأداء اليومي ومهارات الاتصال لدى الأطفال المصابين بالتوحد.

ومن الضروري أن يتم تشخيص الطفل المصاب بالتوحد في المراحل المبكرة من طفولته. لأن الطفل الذي يحصل على معالجة السلوكيات ومهارات التواصل المتخصصة بإمكانه التعلم والاندماج مع المجتمع ويُظهِر تحسناً كبيراً.

هل للتوحد علاج؟

يعتبر التوحد من الحالات المزمنة التي تبدأ في مراحل مبكرة من حياة الطفل، ويستمر معه مدى الحياة، ولكن مع تدخلات وعلاجات مبكرة يستطيع الطفل ان يتعايش مع سمات التوحد، ويتفاعلَ مع البيئة المحيطة باستقلالية.

من المهم للغاية معرفة أن التأخر في العلاج، أو إهمال الطفل من قِبل أهله، أو بث اليأس والضيق في الطفل سيؤدي إلى تفاقم أكبر لـحالته، وزيادة الاعراض التي يعاني منها، ناهيك عن زيادة الحاجة إلى أدوية أقوى وأكثر.

ومع ذلك لا تستسلم لهذا المرض، فبالرغم من عدم وجود علاج لمرض التوحد حتى الآن، إلا أن العلاج المكثف والمبكر في المراكز المتخصصة، قد يُحدِث تغييراً ملحوظاً وجدياً في حياة الأطفال المصابين بهذا الاضطراب، إذ هناك العديد ممَّن تعافوا بشكل جزئي من التوحد، فـتمكنوا من التسجيل في المدارس العامة والاندماج مع الاطفال.
لذلك يجب على الأهل مراجعةَ المختصين لتحديد أفضل طرق العلاج التي تتناسب مع حاجة الطفل، بمجرد تشخيصه بمرض التوحد.


يسهم المجتمع  بـدوره في زيادة فرص العلاج. لأن احتياجات الأطفال التوحديين منذ الطفولة هي احتياجات إنسانية بالأساس، تتقاطع مع كافة احتياجات الناس داخل المجتمع .

ختاماً، علينا أن ندعم كل من يعمل على علاج التوحديين، و معاملتهم بشكل طبيعي، و تغيير نظرة المجتمع إليهم.